رئيس مركز بحوث «الفلزات»: نفذنا 400 مشروع لحل المشاكل الصناعية والبيئية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أيمن حبنة

- اختراع كابينة ذاتية التطهير وكمامات جديدة لمواجهة كورونا.. صُنع فى مصر 
- لدينا 13 عالماً ضمن قائمة الأفضل فى العالم

 
أكد الدكتور عماد عويس، رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات، أنه تم تنفيذ أكثر من 400 مشروع تعاقدي ممولة من جهات تمويل مختلفة أمكن بواسطتها حل العديد من المشاكل الصناعية والبيئية للكثير من المصانع المصرية.

 وقام المركز بدور كبير فى مواجهة تحديات جائحة كورونا بتصميم وتصنيع كابينة ذاتية التطهير، والتعقيم، وتحضير، وإنتاج المطهرات، والمعقمات، وتصنيع كمامات واقية قابلة لإعادة الاستخدام بعد تغيير فلتر معالج بالفضة النانومترية من دون التخلص من الكمامة.

وأضاف: تم التوصل لتكنولوجيا جديدة لمجابهة مشكلة نضوب خامات المنجنيز المحلية عالية ومتوسطة الدرجة، ونجح المركز فى تحويل خامات المنجنيز المنخفضة إلى خبث عالى المنجنيز وحديد غفل بواسطة طريقة اختزال انتقائى مبتكرة، وقام المركز بتقديم العديد من أوجه الدعم الفنى للصناعة بتنفيذ مشروعات لصالح جهات إنتاجية مختلفة.

وأعلن الدكتور عماد عويس عن اعتماد براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة والتقدم بتسجيل 3 براءات اختراع جديدة، كما يقوم المركز بـ61 مشروعاً ممولة داخليًا، ويمتلك أجهزة جديدة متطورة حصل على بعضها بمقتضى اتفاقيات تعاون علمى مع جهات علمية أجنبية، مشيرًا إلى أن 13 عالمًا متميزًا بالمركز فى مجالات الكيمياء الفيزيائية والفيزياء التطبيقية وعلوم البيئة والطاقة والتعدين والفلزات ضمن قائمة الأفضل فى العالم والأكثر تميزًا فى تخصصاتهم، ويكشف رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات.

 تفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:
ما رؤية مركز بحوث وتطوير الفلزات ورسالته؟
 أنشئ المركز بالقرار الجمهورى رقم 379 لسنة 1983 بمقره بالتبين جنوب حلوان، ورؤيته أن يكون رائدًا عالميًا ومتميزًا فى البحوث والابتكار وتطوير التكنولوجيا الصناعية فى مجال الثروة المعدنية والفلزات والمواد والتصنيع، وبهذه الرؤية تم تنفيذ أكثر من 400 مشروع تعاقدى ممولة من جهات تمويل مختلفة أمكن بواسطتها نقل تكنولوجيات لإنتاج منتجات جديدة أو تطوير منتجات أو عمليات إنتاجية أسهمت فى حل العديد من المشاكل الصناعية والبيئية للكثير من المصانع المصرية، وتتركز رسالة المركز فى دعم الاقتصاد الوطنى من خلال عمليات تطوير الصناعة المصرية، ونقل وتطويع التكنولوجيا ورفع القدرات الفنية للكوادر البشرية فى مجال الصناعات التعدينية والمدنية والهندسية والتفاعل مع الجمعيات الصناعية والمجتمعات وزيادة فعاليتها بربطها باحتياجات السوق، وتشجيع ريادة الأعمال بالنظام المؤسسى، كما يقوم المركز برفع القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، وذلك بما يتميز به من معدات علمية وبحثية ونصف صناعية تجعله المركز الوطنى الإقليمى الأول المتخصص فى مجال بحوث وتطوير المواد.
 

ما الهدف من إنشاء المركز؟
 الهدف من إنشاء المركز هو تطوير المنتجات والعمليات الإنتاجية وإحلال الواردات ببدائل محلية وتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية ومصادرها الثانوية وإثراء المعرفة العلمية في مجال علوم وتكنولوجيا المواد وتنمية الموارد البشرية.

بما يمثل انتخابك بوصفك رئيساً لمركز بحوث وتطوير الفلزات ممثلاً للشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجلس إدارة منظمة الويترو؟
تم انتخابى بإجماع 87% من المراكز والهيئات الدولية المشاركة فى عملية الانتخاب أثناء انعقاد الجمعية العامة رقم 25 على هامش القمة الافتراضية للإبداع التى عقدت مؤخرًا، وهذا جعلنى أشعر بالسعادة والفخر بهذا الانتخاب لرفعه اسم مصر فى المحافل الدولية، مما يعكس المكانة العلمية المتميزة التى تحتلها مصر بين دول العالم والدور البارز الذى يقوم به العلماء والباحثون المصريون في مختلف المجالات العلمية، لاسيما بعد اختيار اتحاد مجالس البحث العلمي العربية الرابطة العربية لعلوم المواد والنانوتكنولوجى والتى أشغل بها منصب أمين الرابطة، كأفضل رابطة عربية لعام 2020.
 

ماذا عن دور المركز فى مواجهة تحديات جائحة كورونا والمخرجات التطبيقية فى هذا المجال؟
 قام المركز بتصميم وتصنيع كابينة ذاتية التطهير والتعقيم تستخدم فى الإجراءات الاحترازية والوقائية الموصى باتباعها لتقليل المخاطر المحتملة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع وتعمل الكابينة أوتوماتيكياً عند مرور الأفراد من خلالها؛ لاحتوائها على مستشعرات ضوئية تعمل على تشغيل المعدات بالكابينة عند إستشعار مرور الأشخاص، وتقوم بتشغيل وحدة ضخ محاليل التطهير والتى يتم تحضيرها داخل المركز، وتم تحضير وإنتاج مطهر ومعقم للاستخدامات الشخصية «سائل وجل»،  بديلاً عن الكحول والكلور، وقام فريق بحثى من المركز بتصميم وتصنيع كمامات واقية قابلة لإعادة الاستخدام بعد تغيير فلتر معالج بالفضة النانومترية من دون التخلص من الكمامة، مما يساعد فى الحد من العدوى البكتيرية والفيروسات الناتجة عن التخلص غير الآمن للكمامات المستخدمة حاليًا، والتى يتم تصنيفها ضمن النفايات الطبية الخطرة، وقام قسم التصنيع الرقمى والنمذجة الصناعية بتصميم وتصنيع النموذج الأولى لقناع الوجه متعدد الاستعمال القابل للتعقيم فى الأوتوكلاف من خام البلاستيك والقابل للتزويد بفلتر متغير N 95، يمكن صناعته أيضًا فى المركز باستخدام تقنيات تكسية السطوح بالمواد النانوميترية المقاومة للبكتيريا والفيروسات، ومنها فيروس كوفيد 19، وتم تصميم النموذج الإلكترونى الأولى على نموذج للوجه والتأكد من إحكام جميع الجوانب، ومنع أى تسرب للهواء وبعد ذلك تم إنتاج 20 نموذجًا أوليًا من البلاستيك باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتم حاليًا تجربتها على بعض أفراد القسم والمركز؛ للتأكد من الجودة ومعالجة العيوب وتطوير النموذج الأولى للوصول للمنتج النهائى بعد الاختبارات التجريبية، وتتم حاليًا دراسة الإنتاج الكمى لمائة ألف قناع من البلاستيك الشفاف باستخدام خط إنتاج حقن البلاستيك الموجود فى المركز أيضاً، كما قام المركز بتصنيع جهاز الأوزون (03) الخاص بكبائن السيارات، وهو مطهر واسع الطيف وفعال للغاية من الأكسدة والتعقيم والتطهير وإزالة الروائح الكريهة، ويمكن أن يقتل خلايا الفيروس والبكتيريا الدقيقة على الفور، وتلعب الأيونات السالبة دورًا مهمًا فى تنقية الهواء من خلال معادلة الأيونات الموجبة والشوارد الحرة الموجبة وإبطال مفعولها فى الهواء وإزالة المواد العالقة التى تقل عن 10 ميكرونات فى الهواء وإزالة الغازات الضارة والسامة بما فى ذلك الفورمالدهايد والأمونيا ويثبط نمو البكتيريا والعفن.
 

كيف يقوم المركز بدعم وتطوير الصناعة المصرية؟
قام المركز بتقديم العديد من أوجه الدعم الفنى للصناعة بتنفيذ مشروعات لصالح جهات إنتاجية مختلفة منها مشروعات خاصة بتطوير إنتاج قطع غيار بالوحدات نصف الصناعية بالمركز، فتم تصنيع ريش تربينة محرك بالتعاون مع مصنع المحركات بالهيئة العربية للتصنيع وقام المركز بالتصنيع المحلى لحامل السكينة الخاصة بتقطيع البنجر بمصانع السكر بسعر أقل من المنتج المستورد وبجودة عالية، وتم تصنيع فارغة محرك السيارة إيسوزو 4 سلندر موديل (4JAI) سعة (2500 CC ) فى مصر، وبناءً على طلب شركة زغروت الحاصلة على براءة اختراع لتصميم جسم محرك السيارة، قام قسم تكنولوجيا السباكة بالمركز بعمل النموذج الأولى لجسم محرك سيارة 4 سلندر من خامة الألومنيوم للتأكد من دقة الأبعاد وإمكانية صب جسم المحرك بالمركز، ثم قام المركز بعمل نموذج آخر من خام الحديد الزهر المدمج حسب الدراسات التى قامت بها شركة زغروت، وبناءً على العقد المبرم بين الشركة والمركز سيتم صب جميع الكمية المطلوبة حسب المواصفات العالمية المعمول بها لسبائك الحديد الزهر ذات الجرافيت المدمج.

وقام المركز بمشروعات خاصة بالتفتيش الهندسى وتحليل أسباب الانهيارات وتقييم مستهلكات اللحام بقطاعات الغاز والبترول والبتروكيماويات والصناعات الكيماوية ومحطات الكهرباء والقطاع الهندسى، وقام المركز بتقديم خدمات فنية خاصة بإجراء اختبار أتوتوصيف مواد واستشارات فنية فى قطاع الصناعات المعدنية، وإبرام تعاقدات وبروتوكولات تعاون بين المركز وجهات مختلفة لدعم الصناعة، فتم إنتاج أنودات حماية كاثودية من سبيكة الماغنسيوم لأول مرة فى مصر، حسب المواصفات العالمية لقطاعى الكهرباء والبترول، ونجح المركز فى تحويل خامات المنجنيز المصرية منخفضة المنجنيز إلى خبث عالى المنجنيز وحديد غفل من خلال طريقة اختزال انتقائى مبتكرة. 
 

 هل هناك براءات اختراع جديدة لباحثى المركز؟ 
 تم اعتماد براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع للدكتور رمضان عبدالمنعم جيوشى، الباحث بقسم النانو بشعبة المواد المتقدمة بالمركز، وترتكز فكرة البراءة على تصنيع خلية كهروكيميائية بسيطة لتحويل ثانى أكسيد الكربون إلى مركبات ذات قيمة اقتصادية عالية، وتكمن المشكلة فى زيادة انبعاث ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة الاعتماد الكلى على حرق الوقود الأحفورى مثل الفحم والنفط، مما يتسبب فى ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغير المناخي الذى يصعب التنبؤ بعواقبه على الأرض وعملية اختزال ثانى أكسيد الكربون إلى وقود تؤدى إلى حل مشكلتين عن طريق تقليل تأثير الاحتباس الحرارى العالمى والحصول على مصدر جديد للطاقة، وأثبتت النتائج قدرة الخلية المصنعة والإلكترود المطلى بصفائح الجرافين وجسيمات نانوية من أول أكسيد النحاس فى تعزيز كبير للانتقائية والكفاءة الفارادية العالية لإنتاج كحول إيثيلى من غاز ثانى أكسيد الكربون، كما تم التقدم بطلب تسجيل 3 براءات اختراع، الأولى: تطبيق مادة غيرعضوية جديدة من ثيوسيانات الفضة لخلايا البروفسكايت الشمسية. والثانية: طنبورة الفرامل المصنوعة من متراكبات الألومنيوم سيليكون. والثالثة: نموذج كاشف تحول الأطوار للفلزات باستخدام المقاومة الكهربائية.
 

بما تفسر دخول 13 عالماً بالمركز ضمن قائمة الأفضل فى العالم؟ 
تضمنت القائمة 13 عالمًا متميزًا بالمركز فى مجالات الكيمياء الفيزيائية والفيزياء التطبيقية وعلوم البيئة والطاقة والتعدين والفلزات ضمن قائمة الأفضل فى العالم والأكثر تميزًا فى تخصصاتهم، ويعتبر الرقم هو أعلى مؤشر للعلماء فى مصر بالمقارنة بمختلف الجامعات والمراكز البحثية المصرية، حيث الكادر البحثى بالمركز أقل من 200 باحث، مما يؤكد التميز للمركز سواء البحثى والخدمى والصناعى ويجعله رقم 1 بالقائمة، كما يضم المركز 9 من 219 عالمًا من العلماء الأكثر مرجعيةً للأبحاث المنشورة على مستوى النشر الدولى، مما يجعله الأول على مصر فى عدد العلماء به.

اقرأ أيضا| وزير التعليم العالي يستعرض تقريرًا حول جهود ربط البحث العلمي بالصناعة